..₪.. السلام عليكم..₪..
إليكم أول قصة قصيرة في منتديات التعليم في المغرب بقلمي
نصحتها صديقتها بأن تحمل عود البخور معها لدى خروجها من المنزل،لأنها آية في الجمال،
والكل يحسدها على طلتها البهية، فأعجبتها هدية صديقتها،وأخذت في كل صباح
تحمل معها عود البخّور وتقرأ القرآن لتحمي نفسها من العين .
بات عود البخّور رفيقاً لها،تستمتع برائحته الزكية مع إشراقة الشمس،
فتلك أشعة النهار تداعبها بدفئها،وذاك العصفور يغازلها بتغاريده .
رقيقة هي،ناعمة كأوراق الريحان والنرجس،تسلّم على كل من يصادفها في الطريق،
حتى على العم أبو أحمد الذي كان يحسد أباها دوماً على تفوّق أولاده وبناته،
ويتمنى لو يصبح أبناؤه مثلهم.رد عليها السلام،
وتعجّب إلى الدخان المتصاعد حولها،ابتسم ابتسامة صفراء لا تخلو من المكر،
وأيقن أن الفرصة أتت إليه في الوقت المناسب،ليثبت للجيران والناس كلهم الحقيقة،
وأنه لا يوجد دخان من غير نار !!
هرول العم أبو أحمد إلى منزله،وصرخ في زوجته مبشرّاً بأن حسناء الحي الفتاة المتفوقة الخلوقة
تشرب السجائر !
فتعجبت الزوجة لحديث زوجها،وداعبها الشك لكنها سرعان ما أفاقت من غفلتها
واستماتت في الدفاع عن ابنة جيرانهم وعن أخلاقها الحميدة،
لكن إلحاح زوجها وإصراره وتيقنّه مما يقول جعلها تصدقه،فهرولت هي الأخرى لبيوت الجيران بيتاً بيتاً،
تزفُّ لهم هذا الخبر،
بعضهم كذبّها وأتهمها بالغيرة والحسد ومحاولة تلفيق الإشاعات والأكاذيب،
والبعض الآخر راق لهم ما سمعوا،فكيدهم كان أقوى من الكلام .
ذيع الخبر في كل مكان،ووصل إلى مسامع عائلة فتاة البخّور،فأحمّر وجه الوالد خجلاً،
كيف يربّي ابنته على الأخلاق الحميدة لتفاجئه بشربها للسجائر،
فأنهال عليها بالضرب عن اليمين وعن الشمال،وهي تقسم له أنه بخّور ليس إلا،
فاقترب الأب من ابنته،وحرّك أرنبة أنفه ليشتم رائحتها،فتحرّى الحقيقة،واكتشف أنها رائحة البخّور،
فخرج إلى الجيران،وسألهم عن ناقل الخبر،فأخبروه أنه أبو أحمد وزوجته،
فذهب إليهم الأب الغاضب وطرق الباب بعنف وقال لأبي أحمد :
اللعنة عليك...ترمي ابنتي بالباطل من غير دليل ..
دون أن تعلم أنه البخّور أيها الجاهل...قل لي..أرأيت السيجارة بين أناملها؟؟ !
فطأطأ العم أبو أحمد رأسه وقال :
لا....رأيت الدخان فقط !!....
تحياتـــــــــــــــي
أخوكم يوسف
مدير المنتدى
بقلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــي